سورة الأنفال - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} فإما تصادفنهم وتظفرن بهم، {فِى الحرب فَشَرّدْ بِهِم} ففرق عن مناصبتك ونكل عنها بقتلهم والنكاية فيهم {مّنْ خَلْفِهِمْ} من وراءهم من الكفرة والتشريد تفريق على اضطراب. وقرئ: {فشرذ} بالذال المعجمة وكأنه مقلوب شذر و{مّنْ خَلْفِهِمْ}، والمعنى واحد فإنه إذا شرد من وراءهم فقد فعل التشريد في الوراء. {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} لعل المشردين يتعظون.


{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ} معاهدين. {خِيَانَةً} نقض عهد بأمارات تلوح لك. {فانبذ إِلَيْهِمْ} فاطرح إلَيْهِمْ عهدهم. {على سَوَاء} على عدل وطريق قصد في العداوة ولا تناجزهم الحرب فإنه يكون خيانة منك، أو على سواء في الخوف أو العلم بنقض العهد وهو في موضع الحال من النابذ على الوجه الأول أي ثابتاً على طريق سوي أو منه أو من المنبوذ إليهم أو منهما على غيره، وقوله: {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين} تعليل للأمر بالنبذ والنهي عن مناجزة القتال المدلول عليه بالحال على طريقة الاستئناف.


{وَلاَ تَحْسَبَنَّ} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: {الذين كَفَرُواْ سَبَقُواْ} مفعولاه وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بالياء على أن الفاعل ضمير أحد أو {مّنْ خَلْفِهِمْ}، أو {الذين كَفَرُواْ} والمفعول الأول أنفسهم فحذف للتكرار، أو على تقدير أن {سَبَقُواْ} وهو ضعيف لأن أن المصدرية كالموصول فلا تحذف أو على إيقاع الفعل على. {إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} بالفتح على قراءة ابن عامر وأن {لا} صلة و{سَبَقُواْ} حال بمعنى سابقين أي مفلتين، والأظهر أنه تعليل للنهي أي: لا تحسبنهم سبقوا فأفلتوا لأنهم لا يفوتون الله، أو لا يجدون طالبهم عاجزاً. عن إدراكهم وكذا إن كسرت إن إلا أنه تعليل على سبيل الاستئناف، ولعل الآية إزاحة لما يحذر به من نبذ العهد وإيقاظ العدو، وقيل نزلت فيمن أفلت من فل المشركين.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15